"إذا حضرتم مجلسا ؛ فليكن كله ذكرا وتلاوة، ومذاكرة وسرد كتب القوم. فإن الأمة لا ينفعها إلا إرشاد نبيها، وعلمه الغير المشوب الغض الطري، القريب العهد من الله سبحانه".


إن القلوب ليس بينها وبين الله حجاب؛ فاقرعوها، واستخرجوا ما لله - جل اسمه - من الخبايا والأسرار في عباده، وتمعنوا أسرار النبوة في قوله : من رأى منكم رؤيا صالحة فليقصها علينا. وذلك ليطلع على أسرار الله في خلقه ؛ إذ كل واحد بينه وبين الله - سبحانه - وجهة خاصة، لا يشاركه فيها

"روح الإخاء: أن تكونوا عارين عن الحظوظ الطبيعية، وعن ملاحظة الأحوال الشخصية، وأن تكونوا عونا على الحق لا على مقتضيات النفوس، وإذا قمتم ؛ فقوموا بالله لله عن أمر الله، مراعاة لحقوق الله ولو على أنفسكم".

"كل من يقوم مع حظوظ نفسه وشهواته وأغراضه؛ فقد أهمل الإنسانية وأوضاعها. وكل من لا إقدام له على المعالي والمعاني والتجرد عن الأحوال الشخصية ؛ فلم يظهر شرف الإنسانية، إذ من خاصية الإنسانية : الشهامة والإقدام، بل من خواص الحيوانية أيضا!".

"أصل كل معصية وغفلة وشهوة: الرضى عن النفس. وأصل كل طاعة ويقظة وعفة: عدم الرضى منك عنها. وأن تصحب جاهلا لا يرضى عن نفسه؛ خير لك من أن تصحب عالما يرضى عن نفسه، وأي علم لعالم يرضى عن نفسه، وأي جهل لجاهل لا يرضى عن نفسه ؟...

"لا نعذر أحدا من أهل العلم بالزاوية من أن يكثر سواد العلم وسواد الدين وسواد النسبة؛ فإن من فيه أهلية للتدريس يدرس، ونعزم عليه في ذلك، ومن ليست فيه أهلية؛ فليلزم القراءة بالجد والحزم، ويحفظ المتون، ويكثر من المطالعات والمراجعات والمذاكرات ؛ فإن في ذلك لذة الدنيا قبل لذة المعرفة بالله تعالى"

إن القرآن هو روح العالم وروح الأنبياء والرسل والملائكة عليهم السلام، لأن الإنسان غير عالم بالطبع لولا رَشَاشَات العلم الإلهي، المفاض على العالم، وليس إلا علم القرآن".

من كتاب "مدارج الإسعاد الروحاني"