بسم الله الرحمن الرحيم

وصلى الله على سيدنا ومـولانا أحمد، الهادي إلى الصراط المستقيم،

الذي شرفه الله بأعظم خصائص معجزة الإسراء والمعراج،

وعلى آله وصحبه أجمعين، وسلم تسليما كثيرا

 

    من الشيخ عبد اللطيف الشريف الكـتـاني إلى إخواننا في الله، ومحبينا من أجله، السادة فقراء ومريدو الطريقة الكتانية، كل واحد باسمه، وفي مقدمتهم ساداتنا الأشراف، والفقهاء، والمقدمون، والقائمون بأعمال شؤون الزوايا الكتانية، أينما تواجدوا بالحواضر والبوادي، حفظكم الله ورعاكم، وسدد خطاكم، وتولى أمرنا وأمركم بما تولى به أمر الصالحين.

              

         عن خير ظل الله في الأرض، مولانا الإمام المؤيد بالله، دام عزه وعلاه.

 

    وبعد، يطيب لنا أيها الإخوة الأفاضل، أن أذكركم بأن الاحتفال السنوي بمعجزة الإسراء والمعراج، قد حـل أوانها، وقرب وقتها، وأنها تقام عادة كما هو معلوم كل عــام، في يوم 26 من شهر رجب الفرد الحرام، والتي تصادف هذا العام بالتاريخ الميلادي،  يوم الإثـنـيـن 24 أبـريـل 2017 م.

 

وعليه، فإننا نهيب بجمعكم الكريم، أن تستعدوا لإحياء هذه المناسبة الجليلة، التي تخلد فيها الأمة الإسلامية، معجزة الإسراء والمعراج، بما يليق بها من التعظيم والتوقير، لما لها من دلالات روحية ودينية وعلمية في مجتمعنا الإسلامي.

 

ذلك أن معجزة الإسراء والمعراج، لم تقع على مرآى ومسمع من المؤمنين الصادقين، بل حصلت لمولانا رسول الله صلى الله عليه وسلم على انفراد، وبذلك يكون سيدنا محمد عليه الصلاة والسلام، هو الإنسان الوحيد الذي حمله البراق، فأُسْرِيَ به من المسجد الحرام إلى المسجد الأقصى، صحبة ملك الوحي، سيدنا جبريل عليه السلام، ومنه عرّج الله سبحانه وتعالى بخاتم الأنبياء والمرسلين إلى السماوات السبع العلا، إلى أن وصل إلى سدرة المنتهى .

 

فالإسراء والمعراج، معجزة انفرد بها مولانا رسول الله، سيدنا محمد عليه أفضل الصلاة وأزكى السلام، تكريما من الله عز وجلّ، الخالق البارئ المصور لذات رسولنا الكريم، تشريفا لقدره العلي، وحافزا قويا لقومه وأمته، إعدادا من الله لرسوله للمنهج القويم، الذي كلف بـه، عز وجل، سيدنا محمد صلى الله عليه وسلم، لرقي الأمة الإسلامية، ورفعة للبشرية جمعاء.

 

   وقد أجمع العلماء على أن معجزة الإسراء والمعراج، كانت لرسول الله صلى الله عليه وسلم للتبليغ عن الله تعالى بأعظم ركن من أركان الإسلام، وهي الـصـلاة، التي فرضها الله عز وجل من دون وحــي، في أشرف مكان، عند سدرة المنتهى، إعلاء لشأنها وتعظيما لقدرها، إذ الصلاة قربة بين العبد وربه، تتجدد كل يوم خمس مرات، وهي في جوهرها عروج بالروح إلى الملإ الأعلى، فهي عماد الدين، وأفضل العبادات، من أقامها فقد أقام الدين كله، ومن أضاعها فهو لما سواها أضيع، يمحو الله بها ذنوب عباده المؤمنين ويطهرهم بها عباده الصالحين.

 

   أعاننا الله وإياكم على طاعته وخدمته، وعلى محبة رسوله، وعلى التقوى والتحلي بأخلاق القرآن الكريم، وبالشمائل النبوية المطهرة، وفعل الخيرات وحسن المعاملات، والإخاء والكلمة الطيبة، والوفاء لثوابت الأمة عقيدة ومذهبا وسلوكا روحيا وولاء لإمارة المؤمنين، سيرا على منهج التصوف السني، المتشبث بالسنة النبوية الغراء.

 

أما برنامج إحياء هذه المناسبة الجليلة القدر، الذي وضعته مشيخة الطريقة الكتانية بين يدي المقدمين والقائمين بأعمال شؤون الزوايا،  والذي ستطبقه في احتفالها السنوي بمعجزة الإسراء والمعراج بالمقر الرئيسي للمشيخة بزاوية ســلا، فإنه مساهمة منها  في تأطير مختلف زوايها بالحواضر والبوادي، وإنارة طريقهم للنهج السليم الذي دأبت عليه الطريقة الكتانية  في الاحتفال بهذه المناسبة العظيمة، منذ تأسيسها.

 

كما نأمل قراءة هذه الرسالة يوم الحفل لأهميتها، يلقيها المقدم أو من ينيبه عنه، على أن يختتم الاحتفال، بالدعاء لمولانا أمير المؤمنين بالعز والنصر والتمكين، من طرف مقدم الزاوية، أو من ينيبه عنه من الفضلاء.

 

   أعاد الله علينا هذه المناسبة الجليلة باليمن والبركات، وبالنصر والتمكين لمولانا أمير المؤمنين، جلالة الملك سيدي محمد السادس، أعز الله أمره، وخلد في الصالحات ذكره، وجعل روح القدس معه أينما حل وارتحل، وحفظه في ولي عهده صاحب السمو الملكي الأمير الجليل مولاي الحسن، وشد أزره بصنوه صاحب السمو الملكي الأمير الجليل مولاي رشيد، وبشعبه المغربي الوفي قاطبة.

ربنا وتقبل دعائي.

 

الرباط في، 05 رجب 1438هـ، موافق 03 أبريل 2017 م

                                                                    عبد اللطيف الشريف الكتاني

                                                                     

 شيخ الطريقة الكتانية