"واصبر وما صبرك إلا بالله، ولا تحزن عليهم ولا تك في ضيق مما يمكرون

إن الله مع الذين اتقوا والذين هم محسنون"

 

إن معجزة الإسراء والمعراج، لم تكن مجرد رحلة تسرية وتسلية لقلب مولانا رسول الله صلى الله عليه وسلم فقط، بل جاءت تكريما إلهيا وعطاء ربانيا لحبيب الله المصطفى ورسوله الـمرتـضـى، سيدنا محمد صلى الله عليه وسلم في الظروف العصيبة التي اجتازها في دعوته ونشر رسالته، بعد أن أصابه ما أصابه من أذى المشركين، ما تنوء منه الجبال.

 

إن في هذه المعجزة الخالدة، دروس وعبر لا حصر لها، منها، الصبر على المكاره والشدائد، والثبات على المبدأ. "إنما يوفى الصابرون أجرهم بغير حساب" صدق الله العظيم. ويقول عليه السلام " إن النصر مع الصبر، وأن الفرَج مع الكرب، وأن مع العسر يسرا." فكانت معجزة الإسراء والمعراج، تفريغا للكرب، وشرحا للصدر، وحلة من حلل الرضا التي أنست سيد الوجود صلى الله عليه وسلم كل ما تكبده من شدة وألم في سبيل الدعوة إلى الله، تكريما له ولأمته.

 

ومن أعظم الدروس المستوحاة، التبليغ عن الله بأعظم ركن من أركان الإسلام، وهي الصلاة، فرضها الله بدون وحي، عند سدرة المنتهى، وتقديم جميع الأنبياء والرسل لمولانا رسول الله للإمامة بهم، عليهم جميعا أفضل الصلاة وأزكى السلام، هو فعلٌ له دلالات كبرى، وإشارات عظمى، أهمها، أن الرسالة المحمدية شاملة لكل الديانات والشرائع السماوية وخاتمة الرسالات  .

 

وباختصار، فإننا نعتقد أن معجزة الإسراء والمعراج، كانت بمثابة رسالة تربية وتهذيب للأمة الإسلامية، جاءت لتردها إلى الله تعالى ردا جميلا، فتحيي فيها ما اندثر في نفوسها، وتأخذ العبر من مجريات أحداثها.

 

سـلا، في : 26 رجب 1440هـ موافق 02 أبريل 2019م