هو عبد الرحمن بن جعفر بن إدريس بن الطائع بن إدريس بن محمد الزمزمي بن امحمد الفضيل بن العربي بن امَحمد بن علي الجد الجامع. ولد بفاس عام 1297، وتربى في كنف والده الشيخ جعفر بن إدريس الكتاني، وأخيه الشيخ محمد بن جعفر الكتاني، وكان القارئ بين يديه في جميع ما يقرئه من الكتب، وهو عمدته في العلم. كما استجاز كبار علماء فاس والمشرق فأجازوه. كان متضلعا في سائر العلوم الشرعية، ذا معرفة بالفقه والحديث والآثار، والنحو واللغة والأدب. سريع الفهم، واسع الاطلاع، عميق الإدراك، ممن يرجع إليهم في وقته. وكان أحد أعيان أدباء المغرب وشعرائهم، وكانت بينه وبين الشيخ جمال الدين القاسمي ـ عالم الشام ـ مساجلات شعرية، ورسائل مبدعة. ترك الشيخ عبد الرحمن بن جعفر الكتاني عدة مؤلفات منها: "الجوهر النفيس، في النسب الكتاني النفيس"، منظومة أرخ فيها وترجم لأفراد البيت الكتاني، وتأليف فيمن أردفه النبي صلى الله عليه وسلم خلفه، وحاشية على شرح الأزهري على "الآجرومية"، و"كشف النقاب عن موافقة سيدنا عمر بن الخطاب"، وتأليف فيمن بدل النبي صلى الله عليه وسلم أسماءهم من الصحابة، و"إظهار ما بطن من حب الوطن"، وتشطير قصيدة ابن جابر الأندلسي في التشوق إلى المدينة المنورة، في (722) بيتا، وفهرس شيوخ العلامة حميد بن محمد بناني، وكناشة مليئة بالفوائد. كما عني العلامة عبد الرحمن الكتاني بتحقيق وإصدار عدة كتب تراثية مهمة منها: كتاب والده : "إعلام أئمة الأعلام وأساتيذها، بما لنا من المرويات وأسانيدها"، وكتاب أخيه الشيخ محمد بن جعفر الكتاني : "نصيحة أهل الإسلام بما يدفع عنهم داء الكفرة اللئام"، وكتاب الإمام الحسن بن مسعود اليوسي : "مشرب العام والخاص من كلمة الإخلاص"، و"مفتاح الأقفال ومزيل الإشكال" لأبي عبد الله السجلماسي، و"شرح الشيخ الطيب ابن كيران على خريدة الشيخ حمدون ابن الحاج" في المنطق، و"نشر البنود على مراقي السعود"، و"هدى الأنوار على طلعة الأسرار" كلاهما للشيخ عبد الله العلوي الشنجيطي، ومجموعة من مؤلفات الشيخ ماء العينين الشنجيطي... وغير ذلك. توفي بفاس عن سبعة وثلاثين عاما، إثر سقوطه عن فرس على صدره في التاسع من صفر عام 1334، ودفن داخل قبة الإمام الدراس بن إسماعيل بالقباب قبالة باب الفتوح.
عن معلمة المغرب بتصرف" - المجلد 20"