هو محمد الطائع بن محمد بن جعفر بن إدريس بن الطائع بن إدريس بن محمد الزمزمي بن امحمد الفضيل بن العربي بن امحمد بن علي الجد الجامع. ولد بالمدينة المنورة عام 1333هـ، وانتقل مع والده عام 1336هـ إلى دمشق، فترعرع بها آخذا عن والده الإمام محمد بن جعفر الكتاني، وأخويه محمد الزمزمي ومحمد المكي، ثم انتقل مع أهله إلى مدينة فاس عام 1345هـ، والتي استقر بها ونشأ. وبفاس انخرط في سلك طلاب جامعة القرويين، حيث درس بها وبغيرها من معاهد فاس على كبار علمائها. ومنذ صغره وهو منخرط في خلايا الحركة الوطنية عن طريق حزب الشورى والاستقلال، فقد شارك في التدريس بالمدارس الوطنية، والتوعية بقضايا الأمة الكبرى، والمشاركة في مختلف الخلايا الجهادية المقاومة للاستعمار الفرنسي، بحيث اعتقل عام 1357/1937، ضمن سبعين وطنيا وحكم عليه بالسجن سنتين مع الأشغال الشاقة، قضى طرفا منها بجحيم سجن كلميمة الشهير. وكان إضافة إلى جانيه العلمي والديني والأخلاقي أديبا شاعرا متميزا، وكاتبا بليغا، عرف بدقة أسلوبه، وعذوبة كلماته، وسعة خياله. كتب عدة مقالات في الجرائد والـمجلات المغربية، كما حاول كتابة القصة والرواية. ومن مؤلفاته ديوان شعر مطبوع على آلة الستانستيل، قسمه على خمسة أغراض المدح والإسلاميات، والوطنية، والمقاومة، والفكاهة، ومتنوعات. كما ترك عدة أبحاث مهمة في ميدان القضاء والنوازل الشرعية، خاصة في ميدان الإرث والمعاملات، كما ترك دراسات وأبحاثا مهمة في الأدب والشعر، منها: دراسة حول شعر جميل صديق الزهاوي، كما أسهم في القصة والرواية الشعرية. التحق بالرفيق الأعلى بالدار البيضاء يوم الأربعاء 23 جمادى الأولى عام 1405هـ، ودفن بروضة الشرفاء الكتانيين بمقبرة الشهداء بها.

 

عن معلمة المغرب بتصرف" - المجلد 20"