هو محمد بن عبد الكبير بن محمد بن عبد الواحد بن أحمد بن عبد الواحد بن عمر بن إدريس بن أحمد بن علي الجد الجامع، مؤسس الطريقة الأحمدية الكتانية. ولد بفاس في ربيع الأول عام 1290/1873م، ودخل الكتاب لتعلم القرآن الكريم، فحفظه وهو صغير، ثم التحق بالقرويين وببعض مدارس فاس، فأخذ العلم عن كبار علماء زمانه. ظهرت على محمد بن عبد الكبير أمارات النبوغ مبكرا، فتولى التدريس وهو مازال شابا، ومارس الدعوة إلى الله تعالى وهو ما زال غضا طريا، متنقلا بين مدن المغرب من فاس إلى الرباط وسلا مرورا بزرهون ومكناس وغيرها من مدن المغرب. ويعتبر الشيخ سيدي محمد بن عبد الكبير مؤسس الطريقة الأحمدية الكتانية ومعالمها عام 1308 هـ، والواضع لأحزابها وأورادها، بعدما كانت تحمل من قبل اسم "الطريقة المحمدية الكتانية". رحل إلى مراكش عام 1314، بعدما أشاع عنه خصومه بين الناس الانحراف عن العقيدة ومحاولة الانقلاب على السلطة، لتوضيح موقفه للسلطان المولى عبد العزيز، فبرأه هذا الأخير من تهمة الانقلاب، وأحال قضية انحراف العقيدة إلى نظر العلماء، فكان الاتفاق على أن تكون بينه وبينهم مناظرة، استمرت عدة أشهر، انتهت بتبرئته مما نسب إليه، وأصبح بعد هذه المناظرة مستشارا للسلطان مولاي عبد العزيز. وفي عام 1321 حج إلى المشرق، حيث تعرف إلى الدعوات الإصلاحية السائدة آنذاك أيام الإمبراطورية العثمانية، والتقى زمرة واسعة من علماء الشرق، ولما عاد إلى المغرب، طالب بمجموعة من الإصلاحات السياسية الكفيلة بمحاربة الاستعمار، ودعا إلى الجهاد وطرد المعمرين من البلاد، وألف رسائل عديدة تدعو لمقاومة المحتل. واعتقل الشيخ محمد بن عبد الكبير بضواحي فاس، واتهم بمحاولة الثورة على النظام، فتعرض للاستشهاد في 14 من ربيع الثاني عام1327/1909، ومات ولم يناهز عمره السنة السابعة والثلاثين. وترك الشيخ مؤلفات تزيد على ثلاثمائة كتاب، طبع منها حوالي 27 مؤلفا نذكر منها، "أدل الخيرات في الصلاة على سيد الكائنات"، و"أسرار الاستعاذة"، و"الأمالي في علم الأمهات"، و"ختمة البخاري"، و"هداية أهل الخصيصة بشرح حديث الخميصة". كما ترك الشيخ أبو الفيض شعرا يغلب عليه الطابع الصوفي الفلسفي والعشقي، جمعه الدكتور إسماعيل المساوي في ديوان ضمنه حوالي (3400) بيتا في أطروحة للدكتوراه نوقشت بجامعة مراكش عام 2001.

عن معلمة المغرب بتصرف" - المجلد 20"