للشيخ أبي الفيض العارف بالله سيدي محمد الكتاني رضي الله عنه بخط الشيخ سيدي محمد الطيب الشريف الكتاني، حققه وأخرجه نجله شيخ الطريقة الكتانية:

الأستاذ عبد اللطيف الشريف الكتاني.

دعاء يلجا إلى قوة أنواره عند امتلاء التفرقة على القلب، وذهاب جمعيته على الحق سبحانه.

 

بسم الله الرحمن الرحيم  وصلى الله على قطب المنازل وآله وصحبه وسلم.

 الحمد لله الذي لا ينبغي الحمدُ إلاَّ له، والصلاة والسلام على مادة النبوة والرسالة.

يا هادي اهدنا لمشاهدةِ ذاتك الأَقدسِ في كل وِجهة، واجعل نظَرنا إليها أسبقَ من كل منظور إليه، وصيِّرنا آذانًا وأعينا حتى يَلْتذَّ كلُّنا بلذيذ الخطابات والمشاهدات، وشَرِّفنا بالتجلِّي الذَّاتي المُقَدس عن لباس المظاهر في كل لَمْحَة وطَرْفة يطرف بها أهلُ السماوات وأهلُ الأرض، وأَشهِدنا أسرار إحاطَتِك بكلِّ شيء حتى يتلاشى مني فيك كلُّ شيء، وهيِّمْني في جلال جمالك الأحمى على مرور اللحظات والآنَات، ومَتِّعنا بمشاهدة حقيقةِ الحقيقة المحمدية، واجعل أنوارَها حائطةً بنا ومُمِدَّة لنا، ومُرَبية لنا، وقاهرةَ كلِّ ما يقطعُنا عن مجالستك ومحادثتك  ومعايَنَتِك، وأشهدناهَا حقيقةً مجردة حتى نراها بكُلِّنا حالةَ قيامها بالأشياء بالحقِّ عن الحقِّ للحقِّ، وأشْهِدنا يا حَيُّ يَا قُدُّوس ذاتك به، وذاتَهُ بك، وحقائقَ الأشياءِ بِكَ مِنه، وحقائقَ الأشياء به منكَ، يا مالك يوم الدين، وأشغِفْنا بحبه، وقَصْر النظر عليه والتَّهْيام به والتَّبَتُّل والانْقِطَاع إِلَيْك يا عَلِيُّ به، واجمع جميعَ المشتهَيَات واللذات به في ذات الخلاق، وأنلنا يا كريم بالاحتماء بجاهه العريض جميع مراتب السعادات الدينية والدنيوية والبَرْزَخِيَّةِ والأُخْرَويَّةِ والأَبَدِيَّةِ، وأَسْكِنَّا دوائِرَهَا، ولا تَحْجُبْنا بها عنك ولا عنه ولا عنِ القيام بالحقوق، واجعلها مُعينة على الوصول إليك، والتَّفَرُّغ للشُّغل بك خاصة، واشغل جميعَ قُوَّانا الجسميةِ والرَّوحيةِ بمشاهدتك وخِدْمَتك في جميع الآناتِ، حتَّى نَدْخُلَ عَلَى حضرتك في كُلِّ وقتٍ وحينٍ، وَتَولَّ يا كريمُ رُؤيتَنا للذات المحمدية بنفسك العَظيمة، حتى نَشْهَدَه على حَسَبِك وعِنَايتك وقَدْرك، لا على حَسَبِنا وجَهْدنا وقَدْرنا، فإن وِلاَيَتك لعبدٍ نَفَسًا تُنِيلُه ما لا تُنِيُله المُجاَهدةُ الآلافَ مِن السنين، واغْنِنَا بك على قَدْر احتياجنا إليك، وأجلسنا على بابِ العَطَاء الإِطْلاقي، (فسخرنا له الريح تجري بأمره رخاء حيث أصاب، والشياطين كل بناء وغواص، وآخرين مقرنين في الأصفاد، هذا عطاؤنا فامنن أو أمسك بغير حساب، وإن له عندنا لزلفى وحُسن مآب)، (إن الله وملائكته يصلون على النبي يا أيها الذين آمنوا صلوا عليه وسلموا تسليما).

اللهم صل على سيدنا ومولانا أحمد، المترَدِّي بأَرْدِيَة الكِبْرياء وأشِعَّة الفَرْدَانية، المَلَثَّم بمعاني سُرَادقات الغيب الهوية، المتأحد في عين الكثرة، المتكثر في عين الوحدة، الملتحف بوحدات الذات، المستوي بقدم الأَحَدِية على عَرْشِ الصِّفَات، المُثْنِي بِلِسَان جَمْعِ الجَمْعِ في مَهَامِهِ الغارات، على خَطِّ قَوْسِ لِسَان الأزل بِمَحْوِ الذَّاتِ بالذَّاتِ لِلذَّاتِ في الذَّاتِ.

الحمد لله رب العالمين، الرحمن الرحيم، ملك يوم الدين، خَطِّ الدائرة ونُقْطة البُرُوج، دَفْتَر المَثَاني وقَهْرَمان العُرُوج، العَبْدِ الحَقَّانِي، المُنْفَرِدٍِ بِلَيْسَ كَمِثْلِه شيءٌ، الأَحَدِيِّ الثاني، المَتْلُوِّ عليه بلِسان الجمعِ في حَضْرَة جَمْعِ جَمْعِهِ، (وإنك لتلقى القرآن من لدن حكيم عليم)، هَيْهَاتَ هَيْهَاتَ، وما يعقلها إلا العالمون، وآله وصحبه وسلم.

سبحان ربك رب العزة عما يصفون وسلام على المرسلين والحمد لله رب العالمين.