ألقى الشيخ عبد اللطيف الشريف الكتاني كلمة توجيهية بمناسبة الاحتفال بذكرى المولد النبوي الشريف، وذلك مساء يوم الأحد 06 ربيع الأول 1431 موافق 21 فبراير 2010 بمدينة تطوان، وقد تميزت هاته السنة بتنظيم احتفالات متزامنة لزوايا فاس، الدار البيضاء وسلا. وهذا مضمون الخطاب :

 

"بسم الله الرحمن الرحيم والصلاة والسلام على أشرف المخلوقين سيدنا محمد صلى الله عليه وسلم.

أيها الحضور الكريم، يسعدني أن أعبر لجمعكم المبارك عن السعادة التي تغمرني وأنا بين ظهرانكم في الاحتفال بذكرى مولد رسول الهدى خاتم النبيئين والمرسلين، الذي يتزامن مع احتفال الطريقة الكتانية بموسمها السنوي في هذه الزاوية الكتانية التطوانية المباركة التي تخرّج منها طيلة حقب من الزمن جمهور كبير من المثقفين والفضلاء والصالحين.

 

هذا الجمع الذي يضم مجموعة نيرة من العلماء ورجال الفكر والمثقفين، ونخبة من أهل الله من رجال الدين الإسلامي الحنيف، وصفوة من شيوخ الطرق الصوفية الصالحين، وغيرهم من مختلف الشرائح الاجتماعية ممن يسعون بروح عالية وأفئدة نقية طاهرة، تسعى إلى تعزيز سبل التعايش والتفاهم بين مختلف مكونات المجتمع المغربي الأصيل، الضارب جذور أصالته في أعماق التاريخ. يسعون جاهدين في هذه الأيام المباركات إلى نشر هذه الثقافة المنبثقة من الكتاب والسنة، قصد إشاعة روح الأخوة والتعاون بين مختلف الشرائح المكونة للمجتمع المغربي الأصيل، لبناء مغرب متماسك في إطار يسوده الاحترام المتبادل المؤدي إلى التعايش وإلى السلام بفضل العناية الربانية، وبغاية في الرفق والرحمة والمودة بين مختلف أفراد الأسر المسلمة جميعها في مسامرات أسرية هادئة يومية للعودة بأنفسنا وبأجيالنا الصاعدة إلى منطلقاتنا الإسلامية الثابتة، ومرتكزاتنا الأخلاقية الراسخة معتمدين على ما ورد في كتاب الله العزيز لتحقيق هذه الأهداف السامية.