تصريح الشيخ عبد اللطيف الشريف الكتاني شيخ الطريقة الكتانية للصحافة

في احتفالات المولد، والموسم السنوي للطريقة الكتانية، لسنة: 1437 هـ (2015 ـ 2016)م

 

بسم الله الرحمن الرحيم،

 

إن احتفال الطريقة الكتانية بالمولد، وبموسمها السنوي، يرمز إلى وحدة الهدف ونبل المقصد، وهو الدعوة إلى الله، التي جاءنا بها الرحمة المهداة من الله عز وجلّ إلى البشرية جمعاء، هذه الدعوة الأزلية، التي لا تتوقف بكل بيوت الله، المساجد منها والزوايا إلى يوم الدين." قل بفضل الله وبرحمته، فبذلك فليفرحوا".

 

اننا نجتمع في هذه الأمسية المباركة، لنحتفل بمناسبتين: مولد خير البرية، والموسم السنوي للطريقة الكتانية، هذه الطريقة الربانية، التي أراد لها مؤسسها إلا أن تكون جميع زواياها مدارس علمية وثقافية، مبادئها نابعة من الكتاب والسنة، حتى تكون مصدر إشعاع عقيدة وسطية، بعيدة عن البدع والمحدثات.

 

فطريقتنا الكتانية تولي اهتماما بالغا لمسايرة سنة الكون في التطور والعمل الصالح، تماشيا مع روح العقيدة الإسلامية الوسطية السمحة، التي تحث على التقوى والاعتدال، والنظر بنظرة التعظيم لسائر المخلوقات، غايتها التمسك بثوابت الأمة، عقيدة ومذهبا، وسلوكا روحيا، وولاء لإمارة المؤمنين.

 

 

ويرجع الفضل في إعادة الاعتبار للطرق الصوفية السنية، ولدورها الطلائعي في نشر الثقافة الصوفية السنية لمولانا أمير المؤمنين حفظه الله، ترسيخا لخصوصيات تراثنا الديني، وحفاظا على عقيدة مختلف مكونات مجتمعنا المغربي، بتغذية الأفئدة والعقول بمختلف العلوم الدينية والدنيوية الصحيحة، في عصر طغت فيه الماديات والفردانية على الروحيات.