الحمد لله رب العالمين  والصلاة والسلام على أشرف المرسلين ، سيد ولد آدم، سيدنا محمد، وعلى آله وصحبه أجمعين.

إخواننا في الله، ومحبونا من أجله، الم  رجو لهم من علام الغيوب، أن يشملهم بكريم عفوه، ويعمهم بعظيم ألطافه، السادة المقدمون والفقهاء، والقيمون على شؤون الزوايا الكتانية بالحواضر والبوادي، وجميع الفقراء ومريدي الطريقة الكتانية، والمنتسبون والمحبون، تحية طيبة.

الموضوع:   التذكير بإحياء موسم 26 ذو القعدة، الذي يصادف هذه السنة، 30 غشت 2016 ، الذكرى الـتـي أوصـى بإحيائها سنويا أبـو الفيض، الشيخ سيدي محمد الكتاني والتي تصادف دخوله رضوان الله عليه إلى الكعبة المشرفة، وتشرفه بغسلها في حجته الأولى سنة 1321هـ  

سلام الله عليكم ورحمته وبركاته،عن خير ظل الله في الأرض، مولانا الإمام ،دام عزه وعلاه.

وبــعــد، لا يخفى على كريم علمكم، أن مولانا الشيخ المؤسس، أبو الفيض، سيدي محمد بن الشيخ سيدي عبد الكبير الكتاني، أنه في منتصف عام 1321 هـ قد قصد بيت الله الحرام، بقصد الحج والعمرة، مصحوب بوفد كبير، ضم مجموعة من كبار العلماء والفقهاء، ونخبة من ذوي الفضل والأخيار من الفقراء والمريدين والمنتسبين والمحبين للطريقة الكتانية، وفي مقدمتهم نجله البكر، الشيخ العلامة الجليل مولاي محمد المهدي الكتاني، والعلامة مولاي علي العدلوني، والعلامة السيد أبو بكر التطواني، والعلامة سيدي محمد العمراني، والمؤرخ السيد عبد السلام ابن المعطي، الذي دوّن رحلة مولانا الشيخ هذه إلى الديار المقدسة، في مؤلف سماه: "اللؤلؤة الفاشية، في الرحلة الحجازية" وغيرهم كثير، ممن نعتذر عن ذكر أسمائهم.

ولما وصل مولانا الشيخ، أكرم الله مثواه إلى مكة المكرمة، دخل الخلوة ببيت الله الحرام معتكفا في العشر الأواخر من شهر رمضان المعظم، ولما خرج من اعتكافه، واصل مولانا الجد الشيخ المؤسس رضوان الله عليه مقامه بمكة المكرمة، بالدعوة إلى الله بالحكمة والموعظة الحسنة، وإلقاء محاضرات قل نظيرها في التصوف والتفسير والحديث بالمسجد الحرام، وفي لقاءات متعددة موفقة، مع كثير من العلماء والفقهاء، وتبادل الإجازات العلمية، مع نخبة من أكابر العلماء والصلحاء بالحرم الشريف، إلى أن حل يوم 26 من شهر ذو القعدة الحرام، من نفس هذه السنة 1321 هـ الذي أكرمه الله فيه بالدخول إلى الكعبة المشرفة.

إن هذا اليوم الأغر، تعتبره الطريقة الكتانية من أيام الله المباركات، يخلده الفقراء الكتانيون والمريدون والمنتسبون والمحبون للطريقة الكتانية، لكونه يعد نقلة نوعية في التاريخ الدعوي والإصلاحي لمولانا الشيخ المؤسس رضي الله عنه، الذي يسر الله له فيه زيارة بيت الله الحرام، والدخول إلى الكعبة المشرفة، والقيام بغسلها بماء زمزم، الوارد فيه عن مولانا رسول الله صلى الله عليه وسلم قوله: " ماء زمزم لما شرب له "، والتضرع في جوفها إلى الله عز وجل،  والدعاء للأمة المحمدية، بالنصر، ووحدة الصف والاستقرار، ولمغربنا الحبيب، بالأمن والأمان، والتقدم والازدهار، ولمولانا أمير المؤمنين الملك الهمام، بالعز والنصر والتمكين، محفوظا بالسبع المثاني والقرآن العظيم، محروسا بعينه التي لاتنام.  وقد مكث مولانا الشيخ رضي الله عنه بجوف الكعبة والوفد المرافق، زهاء الساعتين، حصل له داخلها حال قوي، وفتح مبين، وتجل رباني عظيم، أفاض الله عليه فيه من خزائنه التي لا تنفذ، من البركات والرحمات، ومن نعمائه وفضائله وكرمه عز وجل، مالا يعد ولا يحصى. "هـذا عـطـاؤنـا فـامـنـن أو أمـسـك بـغـيـر حـسـاب"

ومن أجل استمطار بركات هذا اليوم الجليل القدر، ونيل فضائله في هذا الشهر الكريم، نهيب بكم أيها الإخوة الأعزاء، أن تحتفلوا بهذه الذكرى الكريمة، كل بمقر زاويته بناء على رسالة من مولانا الشيخ، طيب الله ثراه، إلى جميع فقراء ومريدي الطريقة الكتانية بالحواضر والبوادي، أوصاهم فيها بأن يتخذوا من يوم 26 ذو القعدة شهر الله الحرام من كل سنة، موسما خاصا بهم، يجتمعون فيه بزواياهم ابتداء من حلول وقت صلاة الضحى، إلى صلاة الظهر، من أجل الذكر، والتفرغ خلال هذه الفترة للعبادة، وقراءة الأوراد والأذكار التي  تحيا  بها هذه المناسبة السعيدة .

مغتنما هذه الفرصة أيها الإخوة الأحبة ، لأَسُوقَ لكم بعض ماورد في وصية مولانا الشيخ في هذا السياق الفقرة التالية: ".... واليوم دخلت لجوف الكعبة، فينبغي لأحبائنا أن يفردوا ذلك الوقت، بشيء خاص من العبادة، يتجلى عليهم فيه إلحاحهم في التقرب إلى الله عز وجل، والتّحلّي بحُلَلِ عبادته ...الخ " وفي ذالك فليتنافس المتنافسون".

أعاد الله علينا جميعا هذا الموسم باليمن والبركات، وبالنصر والتمكين لمولانا أمير المؤمنين، جلالة الملك سيدي محمد السادس، أعزه الله  ونصره، وجعل روح القدس معه أينما حل وارتحل، وحفظه في ولي العهد صاحب السمو الملكي الأمير الجليل مولاي الحسن، أنبته الله نباتا حسنا في حضنه الرضي، وشد  أزره بصنوه صاحب السمو الملكي الأمير الجليل مولاي رشيد، وبشعبه المغربي الوفي قاطبة. ربنا وتقبل دعائي. 

وفي انتظار توصلنا بأنبائكم السارة، ووصفكم الحي، للأجواء الربانية التي مر فيها الاحتفال بالزاوية بهذه المناسبة الميمونة، تقبلوا دعواتنا الصالحة، ومتمنياتنا القلبية لجمعكم الكريم، بالمزيد من التوفيق والرشاد، وأن يتقبل منا ومنكم صالح الأعمال، ويختم علينا وإياكم بالحسنى، وأن يعينكم ويسدد خطاكم، ويقويكم على طاعة الله، وعلى الإخلاص والمحبة لله ولرسوله إلى يوم لقائه. إن ربنا لسميع الدعاء.

شيخ الطريقة الكتانية

عبد اللطيف الشريف الكتاني

المرفقات: ـ  أوراد وأذكار إحياء موسم 26 ذو القعدة