هو محمد إبراهيم بن أحمد بن جعفر بن إدريس بن الطائع بن إدريس بن محمد الزمزمي بن امحمد الفضيل بن العربي بن امَحمد بن علي الجامع. ولد بفاس يوم الجمعة 10 رمضان عام1325، وأخذ بها العلم عن والده الإمام أبي العباس أحمد بن جعفر الكتاني وغيره من أعلامها، كما حصل في الرواية على إجازات من عدة أعلام من المشرق والمغرب. وبعد انتهائه من الدراسة بجامعة القرويين، رفضت السلطات الفرنسية منحه درجة العالمية نظرا لمواقفه الجهادية ضد الاستعمار، ولم يحصل على تلك الشهادة إلا بعد الاستقلال، وذلك عام1376/1957. كما قام بربط الاتصال بين الحركتين الوطنيتين بالمغرب والجزائر، التين كانت تمثلهما كتلة العمل الوطني المغربي، وجمعية علماء المسلمين الجزائريين، وفي هذا الإطار قام المترجم برحلة أولى إلى تلمسان عام1935/1355 لحضور المؤتمر الخامس لطلبة شمال إفريقيا المسلمين، ممثلا لطلبة جامعة القرويين، ثم دعته الجمعية إلى حضور مؤتمرها السنوي بمدينة الجزائر. كما قام برحلة ثانية إلى الجزائر سنة 1950/1370، وحضر أثناء تلك الزيارة كثيرا من المهرجانات، كما اجتمع بالعديد من قادة الرأي والسياسة بالجزائر، وعرفهم بمواقف المغاربة من أجل تحرير البلاد، وبإشارته رحل الشيخ البشير الإبراهيمي إلى فرنسا واجتمع بالملك محمد الخامس بها. تقلد العلامة إبراهيم الكتاني عدة مناصب، إضافة إلى إدارته لعدة مدارس وطنية منها تعيينه إماما وواعظا بمسجد بوعقدة بفاس، وواعظا بجامع القرويين قبل صلاة الظهر، ثم محافظا بقسم المخطوطات بالخزانة العامة بالرباط بعد الاستقلال، ومدرسا بكليتي الآداب والحقوق بجامعة محمد الخامس بالرباط، مع متابعته لنشاطه السياسي بحزب الاستقلال، الذي كان عضوا في لجنته المركزية ومجلسه الوطني. ومن أهم مؤلفاته: "طبقات المجتهدين وأعداء التقليد في الإسلام"، في خمسة أجزاء، ألفه في خمسين عاما، و"الدعوة إلى استقلال الفكر في الإسلام" في مجلدين، و"فضل جامعة القرويين في الدفاع عن السيادة الوطنية خلال العصور" في مجلدين، و"النظرية العامة للشريعة الإسلامية" في جزأين، و"كيف استطاع المسلمون المحافظة على النص القرآني" في مجلد، و"مؤلفات ابن حزم بين أنصاره وخصومه"، و"الكتاب المغربي وقيمته"، و"سلفية الإمام مالك"، و"والدي كما عرفته" في مجلد، و"أبو شعيب الدكالي وطلائع الحركة السلفية بالمغرب" في مجلد. توفي الشيخ إبراهيم الكتاني فجأة بمنزله بالرباط، يوم الأحد 29 جمادى الأولى عام 1411/1990، وشيع في جنازة مهيبة إلى مثواه الأخير بروضة الشهداء بمقبرة العلو بالرباط.

 

عن معلمة المغرب بتصرف" - المجلد 20"