هو عبد الكبير بن هاشم بن المكي بن هاشم بن الفضيل بن امحمد الفضيل بن العربي بن امَحمد بن علي الجد الجامع. ولد بفاس صباح يوم عرفة عام 1266، وأخذ عن والده المولى هاشم بن المكي الكتاني، ووالدته الشريفة العارفة تاجة بنت مولاي الطائع بن هاشم الكتانية، وغيرهما من علماء عصره. شغل الشيخ عبد الكبير بن هاشم الكتاني عدة وظائف؛ كالتدريس، والعدالة بسماط عدول فاس، ثم الكتابة بدار المخزن مع السلطان المولى الحسن الأول، وسافر معه مرتين، ووجهه لقضاء أغراض مخزنية بقبيلتي الشياظمة وحاحا، ثم لمراكش وقبيلة سكساوة والشاوية، ثم أنزله المخزن على سائر عمال قبيلة دكالة، ثم إلى تادلة وغيرها من جهات المغرب. ثم عاد إلى فاس ولازم الشهادة بها، إلى أن كلفه قاضي مقصورة الرصيف بالنظر في شأن تفويت أهل المحاجر وأعمال المخارجة والانتقال. ثم زهد في جميع ذلك، ولزم بيته متفرغا للبحث العلمي والتأليف ؛ فألف مؤلفات نفيسة تعد وحدها موسوعة لتاريخ وأنساب فاس خاصة، والمغرب عامة. وانتهت إليه في زمانه معرفة أشكال (توقيعات) عدول فاس وقضاتها الأقدمين، كما كان نابغة في علم الأنساب والتاريخ، وصفه مترجموه بــ: "إمام نسابي المغرب"، ممن يشار لهم باليد الطولى، مع مزيد التحقيق والتدقيق، وإن سئل عن تاريخ من تواريخ الإسلام، أو ملك من ملوكه، وعن دولته ؛ إلا ويجيب عن ذلك فورا من غير مراجعة، زيادة على ما اشتهر به من معرفة قبائل المغرب المستوطنين مدينة فاس قديما. ترك الشيخ عبد الكبير بن هاشم الكتاني عدة مؤلفات منها : "زهر الآس في بيوتات فاس"، طبع في مجلدين بتحقيق د.علي بن المنتصر الكتاني، و"الشكل البديع في النسب الرفيع" في عدة أجزاء، و"رفع الحجاب الأقصى عن بعض عرب المغرب الأقصى"، في مجلد ضخم اختصره العلامة محمد بن الحسن الحجوي، و"نبذة التشوق للذة التعنق" في آداب الجماع والدخول بالزوجة، و"الإنسان المعجب في اللسان المطرب" في فن الموسيقى، و"الأنفاس العالية في بعض الزوايا الفاسية"، وكناشة كبرى في عمود الشرفاء، مع شجرة كل قبيلة، وجواب للعلامة محمد بن الحسن الحجوي في شأن عرب معقل، و"لواقح الأزهار، ونفائس الأنهار، وكشف الأستار، المتفضل بها على أهل الاستبصار" في التصوف والفلسفة، و"إيصال القبائل لعمود الأوائل"، وشجرة الشرفاء الكتانيين، وشجرة الشرفاء العراقيين، و"خطباء القرويين"، و"تاريخ خلفاء الإسلام". توفي بفاس بعد زوال يوم الأحد 8 رمضان عام 1350 عن سن تناهز 84 سنة، ودفن بزاوية سيدي امحمد ابن الفقيه الزجني بحومة رشم العيون من فاس.

 

عن معلمة المغرب بتصرف" - المجلد 20"